سيدي الرئيس
حضرات
الساده المستشارين
اسعد الله صباحكم
وطبتم وطاب ممشاكم
..
اما بعد
انا محامي المدعي عليه
جئت ها هنا اقول دفاعي
فارجوا ان تتسع صدوركم لهذياني
او تقتلوني
فاني اعلم ان محكمة الحب تغتال من يكن المحامي
ولكني اعتدت علي ان اخاطر بدمائي
..
تقولون ان موكلي قد اذنب
عندما احب وهجر
والادعاء يقول بان موكلي
قد كان للهجر السبب
فيا كل عين ترمقني
اتوسل اليكم لسماع دفاعي
هذا المتهم الماثل امامكم
في قضية تمس قلوبكم
قد باع سفينته لشطئان امراه
واعطي لها مفاتيح قصره
وتركها تتوغل بين غابات قلبه
فاصبحت اميرة علي جفنه
ولا تري غيرها اعينه
وانها صارت هواءُه
وباتت كل ما تتمني نفسه
واصبحت تملأا احلامه
وتزين لوحات في خياله
وملأات دوواين شِعره
فقد احبها حبا جميلا
فاق الرحيق والزهر
حبا تخطي حدود العمر
حبا صاخ لهجره الحجر
حبا اخفي ضياء الشمس وضي البدر
حبا جعل من الليل شهر
..
سيدي الرئيس
حضرات الساده المستشارين
..
كل ذنب ذاك الفتي انه احبها
حبا عفيفا جميلا
حب اصيلا عبقريرا
فاسقته عذاب زمجريرا
رقصت علي وتر عودا مشدودا
عود نسجته من وريده وشراينه
اغلقت بيديها هويس ماؤه
فانقطع عنه الماء وصار ظمآنا
صار هائم للسرابا
صار بلا القاب ولا اسماءا
سيدي الرئيس هذا الماثل امامكم
في قفص الحب في محكمتكم
قد عاش كثيرا مقتولا ذليلا وحيدا
ولا يملك سوي صورة لها
فعندما رحلت عنه كان ذاك يوم ذبحه
فصار قتيل هجرها
وبات ايام يرثي ايامها
ويعش علي زكرياتها
ولكن
عندما راءها هي ومن معها من اقرانها
وعندما صارت ساقطة امام نفسها
عندما اطاحت بمواكب الملوك
وصارت تمشي كالديوك
وباعت حبها وفمها ضحوك
كان علي هذا الفتي
ان يحطم سفينته التي في شطئانها
وان يثأر لحبه
ويعيد كرامته
فقرر آنا ذاك ان يقتلها
ولكن يا سيدي
لسمو اخلاق موكلي
وعِظم حبه الراقي
قرر الا يمسها
وذهب واعطاها باقة ورد كمكأفئة علي نهاية حبهما
فقد علم ان الحب اخلاق قبل ان يكون مشاعرا
لذا قرر الا يمسها بسؤ
وقد اسدل الستار علي قصته
وبعد ان تقريبا قد اتدمرت حياته
واغرورقت شطئان مستقبله
قرر ان يعيد تشيد جداره
وبدأ في رص بنيانه
واطاح بالماضي وسواده
وبدأ في اشعال قنديل حياته
وفاق من انقاد منزله
وازال ركام غشاوة قلبه
واليوم قد احب من جديد
وباتت حبيبته شفتاها كل يوم تقول هل من مذيد
فانفجر بركان ثورة العاشقين امامهم
فاشعلوا بانفجاره ثورة الاشواق لامثالهم
فاصبحا رمزا للحب الخالد لغيرهم
فمالي اراكم اليوم تضعونه في قفص الاتهام
أ لانه احب حبا حقيقيا وليس اوهام
ام ان في محكمتكم لا تعترف بحب او احلام
؟
هذه المرأة صاحبة الادعاء
تطالبكم بتوقيع اشد العقوية عليه
فلماذا سيدي الرئيس
ألانه استكمل بعد حقارتها حياته
؟
ام لانه اطاح بقضبان سجنها
؟؟؟
فتعالوا معي نستمع لشهادة الشهود
فشهودي هم
البروالبحر
الليل والنهار
الشمس والاقمر
وباقات من الازهار
النجوم والاحجار
كل يشهد يا سيدي
ويقر
بان حبه لها فاق كل الانظار
فكم من مرة قد سجل اسمها علي الاحجار
وحفر في قلبه اسمها في االليل والنهار
وكم كان يتخلي عن طعامه ويشتري بثمنه الازهار
وكم كان يسهر ليله منشدا مع النجوم الاشعار
فسألوهم
عن حبه
وعن عشقه
وعن الحان الخلود
ويكفي بهم علي تلك الانثي شهود
الي هنا سيدي الرئيس
قد انتهيت من مرافعتي
واطالب من عدالتكم ان تأخذكم عين الشفقة
والرحمه
بانسان كان كل همه في الحياه
اسعاد تلك المرأه
ولكنها قررت ان تجعل حياته مجرد ورقه
تحرقها كيفما تشاء
وتقطعها متي ارادت الانتهاء
اطالب
سيدي الرئيس
ان تتركوا ذاك العاشق
يعلن استقلال جمهورية حبه
ويعلن ثورة عشقه
ولا تقولوا انه خائن يشعل الثورات
فما اجمل ان تكون قائد لثورة العاشقين والعاشقات
كما اطالب سيدي الرئيس
ان تدعوه يعزف تراتيم عشقه
وينسج خيوط حبه
ويبني من جديد عشه
كطائر اللوزق حين من جديد يولد
وشكرا سيدي الرئيس
------------
الحكم بعد المداوله
---------
تاليف
حسام مغازي
استنوا الحكم والاستئناف