http://hurras.org/vb/showthread.php?t=25615
الهجرة النبوية الشريفة
جاء في سفر إشعياء: اَلإصْحَاحُ الْحَادِي وَالْعِشلا حول ولا قوة الا باللهونَ:
ed]وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ: فِي الْوَعْرِ فِي بِلاَدِ الْعَرَبِ تَبِيتِينَ يَا قَوَافِلَ الدَّدَانِيِّينَ. 14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ.
وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ. 15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.
16فَإِنَّهُ هلا حول ولا قوة الا باللهذَا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ
17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تكلم ».].
إن دوافع دراساتنا لهذا النص نبوءة أشعياء 21/13-17 :
ed]وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ] والذي يعد من أقوى النصوص التي استدل بها علماء ودعاة الإسلام عند محاججتهم أهل الكتاب،
للتسليم بأن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد تقدم ذكره ووصفه في أسفار أهل الكتاب
وأنهم، وكما أخبر القرآن يعرفون رسول الله وصفته وما وقع له من أمور وأحداث، كما يعرفون أبناءهم
قال الله تعالى في محكم كتابه في سورة البقرة/146:
[الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ].
ونبوءة أشعياء ـ الذي يصفونه بأنه من أعظم أنبياء اليهود ـ تتكلم عن العرب و تصف حادثاً جللاً يحدث في بلاد العرب.
تفيد هذه البشارة أن الله أوحى إلى أشعيا :" لأن الرب إله إسرائيل قد تكلم "
بأن وحياً سيأتي من جهة بلاد العرب : " وَحْيٌ مِنْ جِهَةِ بِلاَدِ الْعَرَبِ "
وأن تلك الجهة من بلاد العرب هي الوعر التي تبيت فيها قوافل الددانيين ، وددان قرب المدينة النبوية المنورة كما تدل على ذلك الخرائط القديمة .
انظر شكل رقم 1 في الملف المرفق والذي يوضح طرق التجارة العربية في جزيرة العرب في الألف الثاني قبل الميلاد
ويأمر الوحي الذي تلقاه أشعيا أهل تيماء أن يقدموا الشراب والطعام لهارب يهرب من أمام السيوف ،
ومجيء الأمر بعد الإخبار عن الوحي الذي يكون من جهة بلاد العرب قرينة بأن الهارب هو صاحب ذلك الوحي الذي يأمر الله أهل تيماء بمناصرته :
[14هَاتُوا مَاءً لِمُلاَقَاةِ الْعَطْشَانِ يَا سُكَّانَ أَرْضِ تَيْمَاءَ. وَافُوا الْهَارِبَ بِخُبْزِهِ ]
وأرض تيماء منطقة من أعمال المدينة ، وفيها يهود تيماء الذين انتقل معظمهم إلى يثرب.
ويذكر المؤرخون الإخباريون العرب
نقلا عن اليهود في الجزيرة العربية أن أول قدوم اليهود إلى الحجاز كان في زمن موسى u عندما أرسلهم في حملة ضد العماليق في تيماء
، وبعد قضائهم على العالميق وعودتهم إلى الشام بعد موت موسى
منعوا من دخول الشام بحجة مخالفتهم لشريعة موسى لاستبقائهم إبناً لملك العماليق،
فاضطروا للعودة إلى الحجاز والاستقرار في تيماء ثم انتقل معظمهم إلى يثرب.
فأهل يثرب من اليهود هم من أهل تيماء المخاطبين في النص.
لابد أن تكون تلك التيماء إذن ذات أمر عظيم !!.
وكان تاريخ مخاطبة إشعياء لأهل تيماء في هذا الإصحاح هو النصف الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد،
ويفيد الوحي إلى إشعيا أن الهارب هرب ومعه آخرون:
[15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم يذكر الوحي الخراب الذي يحل بمجد قيدار بعد سنة من هذه الحادثة ،
[ وفي هذا إشارة إلى غزوة بدر الكبرى والتي حدثت بعد عام ونصف من الهجرة النبوية الشريفة،
كما سنعرض لها بعد قليل] مما يدل على أن الهروب كان منهم ، وأن عقابهم كان بسبب تلك الحادثة :
[16فَإِنَّهُ هكذا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتنطبق هذه البشارة على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهجرته تمام الانطباق،
فقد نزل الوحي على محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بلاد العرب، وفي الوعر من بلاد العرب، في مكة والمدينة.
وهاجر الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مكة من أرض بني قيدارقريش
الذين كانوا قد عينوا من كل بطن من بطونهم شاباً جلداً ليجتمعوا لقتل محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة هجرته ،
فجاء الشباب ومعهم أسلحتهم فخرج الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهاجراً هارباً ،
فتعقبته قريش بسيوفها وقسيها كما تذكر العبارة
: [15فَإِنَّهُمْ مِنْ أَمَامِ السُّيُوفِ قَدْ هَرَبُوا. مِنْ أَمَامِ السَّيْفِ الْمَسْلُولِ وَمِنْ أَمَامِ الْقَوْسِ الْمَشْدُودَةِ وَمِنْ أَمَامِ شِدَّةِ الْحَرْبِ.].
ثم عاقب الله U قريشاً أبناء قيدار بعد سنة ونيف من هجرته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بما حدث في غزوة بدر من هزيمة نكراء أذهبت مجد قريش
، وقتلت عدداً من أبطالهم :
[16فَإِنَّهُ هكذا قَالَ لِي السَّيِّدُ: «فِي مُدَّةِ سَنَةٍ كَسَنَةِ الأَجِيرِ يَفْنَى كُلُّ مَجْدِ قِيدَارَ17وَبَقِيَّةُ عَدَدِ قِسِيِّ أَبْطَالِ بَنِي قِيدَارَ تَقِلُّ] .
وتؤكد العبارة أن هذا الإخبار وأن هذا التبشير بنزول الوحي في بلاد العرب
، وبعثة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما يجري له من هجرة ونصر هو بوحي من الله :
[لأَنَّ الرَّبَّ إِلَهَ إِسْرَائِيلَ قَدْ تلا حول ولا قوة الا باللهلَّمَ».].
إن ما حملته هذه البشارة من معانٍ لابد أن يكون قد وقع، لأنه يقع في عصرٍ آلة الحرب فيه السيف والنبل، وقد انتهى عصر الحرب بالسيف والنبل.
• فهل نزل وحي في بلاد العرب غير القرآن ؟!
• وهل هناك نبي هاجر من مكة إلى المدينة واستقبله أهل تيماء غير محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟!
• وهل هناك هزيمة لقريش بعد عام من الهجرة إلا على يد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غزوة بدر ؟!.
إن هذه البشارة تدل على صدق رسالة محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وأنها إعلان إلهي عن مقدمه ينقلها أحد أنبياء بني إسرائيل أشعياء،
وبقي هذا النص إلى يومنا هذا على الرغم من حرص كفرة أهل الكتاب على التحريف والتبديل .
والحديث موصول بإذن الله تعالى