حبيبته و رفيقة دربه و هي تعاني من المرض
کلمات مشرئبة تماما بالمشاعر و الاحاسيس الجياشة
حتى يکاد الامر يصل الى حد"الهوس"
وأروع الحب هو ذلک الذي يفقد الانسان صوابه و يجعل دنياه
و کل أبجديات وجوده تترکز في حقيقة واحدة وهي المحبوب!
على إنني أجد نفس هذا الجنوح العاطفي في الشعر المنسوب
لعنترة أبن شداد العبسي حين يقول في حبيبته"عبلة" وهو في سوح الوغى:
وکلا الوصفين على مافيهما من قسوة غير عادية بحق المحب
فإنهما يغمران القارئ أو السامع بفيض من الاحاسيس الرقيقة
و تأخذانه بعيدا الى عوالم الخيال
و الغوص في أعماق الوجدان الانساني في قمة تألقه
ولا تألق للوجدان الانساني من دون أن يذوب بکل ذرات وجوده في الحب
سيما ذلک الحب الذي يتسامى على
قوانين العرض و الطلب و المنفعة المتبادلة.
"(کلمة ديوانه تعني المجنون) للحسناء"شم"وهو مختصر أسمها"شمسة"
وکانت من بنات کبير شيوخ عشيرة الجاف
وقد توله بها الى حد بحيث صارت کل شئ لديه بل وأن دنياه
قد إختصرها في کلمة"شم"، وقد قال فيها واحدةمن
أهم قصائده المشهورة والتي أوصى فيها بأن يکون قبره
بعد موته على طريق قوافل العشائر المهاجرة"موسميا
کما کان في القديم"، وذلک لکي يحظى
وهو تحت الثرى بمرور الحبيبة"شم"على قبره!
قد وافق على تزويجه بشم، غير انه"أي ولي ديوانه"
لما رأى إعراضها عنه"ذلک إنها لم تکن تبادله الحب"
فقد أبت عليه نفسه أن يشوه الصرح الجميل لعشقها في قرارة وجدانه
ولذلک غادرها بصمت ليلوذ بالجبال و الوديان و السهول
وهو يتغزل بحبيبته کما يراها في وجدانه وفي أعماق قلبه الکسير
حتى مات"شهيدا للمحبوب".
فليس هناک من حب بتلک الصيغ الآنفة إلا على الورق وفي الخيال
بعيدا و بعيدا جدا عن الواقع
لو عاد اليوم عشاق الامس الرومانسيون لصدموا بهذا العالم
بل وإن الذين إنتحر منهم وفاء أو حزنا على حبيبته أو محبوبها
لعادوا للإنتحار مجددا، إذ لا وقت هنالک اليوم إطلاقا للحب!
نحن نسمع يوميا تقريبا أغاني أو أفلام الحب
و نکرر تعابير تغلب عليها النمطية بخصوص الحب
لکن وکلنا ندرک جيدا انه ليس هناک من حب في هذا الزمان
بل واننا على ثقة من ان الحب قد دفن مع
في عيد الحب الذي سيطرق الباب قريبا