الشيخ : نبيل العوضي
لو كان ما نراه اليوم يحصل في غزة يحصل في ولاية أمريكية أو مدينة أوروبية فهل كان العالم سيصمت؟ وهل ستظل الأمم المتحدة متفرجة ومجلس الأمن عاجزا؟!.. بالتأكيد لا!! ولكن بما إنها دماء للمسلمين فهي لا تعني لهم شيئا.
نحن لا نريد من العالم أن يتحرك لإنقاذنا وحمايتنا ولكننا نستغرب ونتعجب صمت المسلمين، ويحيرنا إجماع حكوماتهم على عدم التحرك بجدية لإنقاذ هذا الشعب المضطهد!!
ألا يرى حكام المسلمين اليوم أشلاء الأطفال تتناثر ودماؤهم تسيل؟! ألا يشعرون بهم كما نشعر؟! أليست لديهم قلوب تتألم لهذا المصاب الجلل؟! أطفال رضع جاؤوا إلى الدنيا وهم لا يعلمون بأي عالم سيعيشون، لا يعلمون بأي زمن سيكونون.. زمن رخصت فيه دماء المسلمين، وهانوا فيه رغم كثرتهم، انه زمن الغثائية ولا ريب.
إن الأمة الإسلامية اليوم تبحث عن قائد صادق ناصح أمين قوي يخرجها من التيه الذي دخلت إليه، وينشلها من قاع الذل والهوان، قائد يجمع كلمتها ويؤلف بين صفوفها، قائد قوي بربه جل وعلا لا يفكر بمصالحه الخاصة إنما همه عزة الأمة وكرامتها، والأمة تبحث عن هذا القائد لتعطيه الشرعية الكاملة، وتبايعه على السمع والطاعة، وهذه الأمة إذا فقدت الأمل في قياداتها السياسية فإنها تبحث عن أي عالم كامل صادق لا يخاف في الله لومة لائم، فقيه في أمر واقعه، يعرف كيف يزن الأمور وينزلها منازلها، فإذا وجدته فهو الذي سيجدد لهذه الأمة عزها وكرامتها، ويعيد لها قيادتها، فان لم يكن عالما واحدا يقدر على هذه المهمة فإنها مجموعة من العلماء تظلهم مظلة واحدة يصدعون بالحق ويقودون امة الإسلام.. فأين العلماء العاملون؟