اولا:كل سنه وانتم طيبين
انا عجبنى المقال دا وهو للداعيه الشاب
مصطفى حسنى
عن الاستعداد لرمضان
ويارب يعجبكوا
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم..
من رحمة ربنا علينا وعلمه بضعفنا وتقصيرنا في حقه أنه جعل لنا مواسم خلال العام تضاعف فيها الحسنات ويرحم فيها العباد وتغفر فيها السيئات، أضعاف غيرها من الأيام لتكون هذه المواسم دفعة تشجيعية من الله لنا إذا كنا مقصرين في حقه أو مذنبين، وأن تكون هذه الأيام فرصة للاقتراب من الله وتدارك ما فات من العمر ونحن في غفلة عنه.
وأعظم المواسم والأيام المباركة في حياة المسلمين هو رمضان، هذا الشهر الذي استقرت عظمته وبركته في قلوب الجميع، ويحس الجميع منا بالفرحة والسعادة عندما يسمع ثبوت رؤية هلاله؛ ليستعد كل واحد منا للرحمة والمغفرة والعتق من النيران وأخذ الثواب الكبير على كل عمل ولو كان صغيرا.
ولكن هناك من يتربص لإفساد هذا الشهر علينا وهناك نقاط ضعف عندنا يجب علاجها قبل أن يأتي رمضان؛ حتى لا يمر علينا كسائر الأمور ونحن لا نشعر بروحانية أو قرب من الله.
إن أغلبنا يعرف الحديث الذي قال فيه رسول الله: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت –أي سلسلت- الشياطين".. فتحت أبواب الجنة لنزول الرحمات على العباد واستعداد الجنة لكل من سيكتب له أن يكون من أهلها في هذا الشهر. وغلقت أبواب النار لإبعاد العذاب عن العبد في هذا الشهر المبارك، شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النيران. وسلسلت الشياطين ليساعدنا الله بأن يمسك عنا عدوا من أعدائنا فنتفرغ لأنفسنا بإصلاحها بالصيام دون تأثير الشيطان عليها.
ولكن ما حال الشيطان وهو يعلم أنه في كل عام بمجيء رمضان يسلسل وأنه لن يستطيع الوصول إلينا؟ ماذا يفعل الشيطان هذه الأيام قبل رحيله عنا؟ إنه يدبر ويكيد ويجند أعوانه من الإنس لإفساد قلوب كثير منا في رمضان. إنه يحاول ألا يسلسل إلا بعد أن يفسد قلوبنا ويجعلها غافلة غير محبة للقرب من الله حتى يأتي رمضان والقلوب مشغولة بغير خالقها، وتمر أيام رمضان فلا يفيق كثير منا إلا في آخر أيام رمضان، طلباً لليلة القدر.. وهل تعطى ليلة القدر لأي أحد؟؟؟
إن القلب اسمه قلب لكثرة تقلبه وعدم ثبوته على حال إلا بالتدرب على هذه الحال ومحاولة الثبوت عليها؛ لذلك يجب من الآن وفي هذه الأيام أن ندرب قلوبنا على حب الله وحب القرب منه وحب ذكره وعبادته، فمن الصعب أن يأتي رمضان وواحد منا قد نسي ربه، ثم فجأة يقلب قلبه ويقول: "أنا سأحب الله في رمضان".. إن هذا يكون مثل لاعب الكرة الذي لا يتدرب ولا يعوّد نفسه على اللعب، ثم فجأة تبدأ المباراة فيقول: "سألعب بأقصى ما عندي".. تكون عنده النية، ولكنه بعد 10 دقائق يشعر بالتعب ولا يستطيع المواصلة؛ حيث إنه لا يدرب نفسه.
اقرأ معنا هذا الأثر لتدرك حلاوة الأيام القادمة في حياتك..
(يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك شهر فيه ليلة خير من ألف شهر جعل الله تعالى صيامه فريضة وقيام ليله تطوعا، من تقرب فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه. ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة. وشهر المواساة. وشهر يزداد فيه رزق المؤمن. من فطر فيه صائما كان مغفرة لذنبه وعتقا لرقبته من النار، وكان له مثل أجر الصائم من غير أن ينقص من أجره شيء، وهو شهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار).
انظر لكم الثواب الذي من الممكن أن تناله في رمضان في هذا الأثر:
1- ثواب الصيام.. يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً".. يعنى يبعده عن النار
مسيره 70 سنة..
2- النافلة كثواب الفرض..
3- الفرض بثواب سبعين فرضاً..
4- يزداد فيه رزق المؤمن من مال أو زواج أو سعادة أو عمل جديد..
5- من فطر صائماً أخذ مثل أجره وغفر ذنبه..
كل هذا الثواب يحاول الشيطان قبل أن يسلسل أن يشغلنا عنه ويصرفنا لأشياء أخرى من اللهو أو اللعب لننسى كل هذا الفضل، فيجب أن نهيئ أنفسنا لذلك من الآن.
واقرأ معي أيضاً هذا الأثر الرائع: (أتاكم شهر رمضان شهر بركة يغشاكم الله فيه -أي يطلع عليكم- فينزل الرحمة ويغفر الخطايا ويستجيب الدعاء وينظر إلى تنافسكم في الخير ويباهي بكم الملائكة فأروا الله من أنفسكم خيرا فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل).
تعالوا لنحصي ما سيحدث في هذا الشهر:
1- يطلع الله علينا لينظر إلى تنافسنا من أجل رضاه فإذا كنا نحبه بالفعل وصادقين في حبه، فهيا بنا ليرى الله منا الخير.
2- ينزل الرحمة علينا فهل من مشتاق لهذه الرحمة؟
3- يغفر الخطايا... فهل من مستغفرين تائبين في هذه الأيام حتى يغفر الله لهم ويستهلوا معه عهداً جديداً؟
4- يباهي بنا الملائكة ويقول انظروا إلى عبادي ماذا يفعلون من أجلي ومن أجل حبهم لي، فلماذا لا تكون أنت وأنا من الذين يباهي الله بهم الملائكة؟
ولماذا لا تكون أنت وأنا من الذين ينظر الله إلى تنافسنا في الخير من أجله؟
لذلك يجب من الآن أن نستعد جيدا وألا تمر هذه الأيام علينا كسائر الأيام فقد اقترب رمضان، ولو لم نصلح قلوبنا في هذه الأيام ستمر علينا كعادتنا كل سنة ويدخل رمضان وننشغل بالعزومات والتليفزيون والخروجات، وأنا لا أقول إن هذا خطأ ولكن لا يجب أن يمر رمضان في هذا فقط.
إن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
وإيمانا تعني أن تفعل ذلك لله، واحتساباً تعني محتسبا التعب والأجر عند الله؛ لذلك فالشيطان حريص على أن يمر الصيام علينا كأنه عبء أو عقاب وليس عملاً صالحاً يفعله الإنسان بحب للخالق والرازق عز وجل.
أما بالنسبة للقيام والتراويح فمن صلاها خرج من رمضان وقد غفر الله له كل ذنوبه فهيا أيها الإخوة والأخوات لنقبل على ربنا في هذه الأيام بقلوبنا وأنفسنا وأوقاتنا لأنه والله مقبل علينا.
وأوصيكم ونفسي ببعض الأشياء:
1- التوبة من الآن حتى نقبل على رمضان وقلوبنا تائبة راجعة إلى الله نقية من تراب المعصية حتى تشعر بقرب الله في هذا الشهر.. وشروط التوبة:
- الندم على الذنب.
- الإقلاع عنه.
- العزم على عدم العودة إليه.
2- حاول أن تسأل عن جمعية خيرية تشترك فيها لتوزيع الإفطار على الصائمين أو المشاركة في تعبئة حقائب رمضان للمحتاجين.
3- افتح المصحف من الآن واقرأ لو صفحة واحدة حتى تتعود على قراءة القرآن من اليوم.
4- صالح والديك أو أقرباءك إن كان هناك خصومة أو مشكلة بينكم وكن أنت المبادر بذلك ولو بمكالمة تليفونية.
وألفت النظر إلى:
احذر تضييع الوقت حيث إن الوقت يمر سريعاً في رمضان دون أن تقرأ القرآن أو تذكر ربك أو تنفع المحتاجين.
احذر الغضب فإنه يفسد عليك حلاوة الصيام لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم"؛ حتى تحافظ على قلبك وأخلاقك أثناء صيامك.
إذا أردت الخروج والترفيه فاخرج في مكان لا تفقد فيه روحانيات رمضان سواء قبل الإفطار أو بعد الإفطار.
تقبل الله من الجميع وهدانا ورضي عنا ورحمنا وأعتق رقابنا من النار.. إنه قريب مجيب..