الأدلة على أن الفراعنة هم بناة الهرم:
وبعد أن ذكرنا – سابقاً القصص والأكاذيب التي حاولت تزييف التاريخ والتي كان بعضها بسبب الجهل أو الطمع أو لمجرد التزييف. نذكر فيما يلي الأدلة على أن الفراعنة هم بناة الهرم. و قد تكون الأدلة قليلة لكنها مقنعة ومبنية على أسس تاريخية سليمة ومؤيدة بآراء كبار العلماء في ذلك المجال.
وأكبر دليل على أن المصريين القدماء هم بناة الهرم اكتشاف مقابر بناة الأهرام. حيث اتضح من الحفائر أنه لم يكن يدفن داخل جبانة العمال غير الذين يموتون فقط أثناء العمل.
ويوضح الدكتور زاهي حواس (وهو رئيس آثار الجيزة) أن جبانة العمل تقع جنوب السور الضخم الذي يعرف باسم حائط الغراب في الجيزة. أما الجزء الأسفل من الجبانة يضم 60 دفنه للعمال و30 مقبرة كبيرة لرؤساء العمال. ويضيف دكتور زاهي أنه لم يتم الكشف عن أكثر من 20% من عدد المقابر الموجودة بالجبانة .
وأول مقبرة تم فتحها كانت لطفل ثم لسيدة وهذا أكد أنه لم يكن مجتمعاً للرجال فقط بل كانوا أسرا مستقرة. كما كشفت الجبانة عن وجود نظام إداري منظم قد كان العمال يقسمون إلي فرق كما كانوا يحملون ألقاب تدل على الأعمال المكلفين بأدائها. وهذا يدل على أن الفراعنة لم يسخروا العبيد في بـناء الأهرام كما ذكر المؤرخ الإغريقي هيرودوت عندما زار مصر في القرن الخامس ق.م.
وكما هو معروف أن الأهرام بنيت في عهد الدولة القديمة ولم يستدل على وجود عناصر أجنبية أو حتى عبيد في مصر في ذلك الوقت. وقد كان بناء الأهرام مشروعاً قومياً لذا كانت عائلات مصر تشارك في بناء الهرم لأنه ذلك الهرم هو مقبرة للفرعون ابن الإله ولذلك كان المصري القديم يعمل بحب في بناء الهرم مما أدي إلي إتقان بناء الهرم والدليل على إتقانه بقاءه في حالة جيدة حتى الآن.
ونجد أن عمال الهرم ليسوا عبيداً بل هم أحرار وكان منهم الفلاحون والعمال العاديين وقد كانوا يعملون في الحقول طوال العام أما في وقت الفيضان كانوا يعملون في البناء.
وكما ذكرنا كان العمال الذين يموتون أثناء العمل يدفنون بالجبانة أي بجوار الملك أو بجوار الأهرامات ولو كانوا عبيدا كما يدعى الكثير من مروجي الشائعات أو كما تصور السينما لنا لما سمح لهم بأن يدفنوا بجانب الملك أيرتقى العبد للإله؟كما أن هؤلاء العمال وضعوا داخل مقابرهم الأدوات والمقتنيات التي ستساعدهم في الحياة الأخرى مثل الملوك والأمراء.
ونستنتج من كلام الدكتور زاهي حواس أن عمال الهرم كانوا مصريين كما كانوا أحرارا ولم يشارك أجنبي في بناء الأهرام .ويعكف العلماء حالياً على فصل الحامض النووي من الهياكل التي وجدت للعمال لأن هذا الفصل سوف يساعد على عمل خريطة وراثية للمصريين القدماء ، وبعد ذلك يمكن مقارنتها بالمصريين في هذا العصر مما سيوصل إلي نتائج علمية مهمة تربط بين المصريين في الصفات الوراثية على مدى التاريخ.
ونظن أن اكتشاف مقابر بناة الأهرام اكبر دليل على أن المصريين القدماء هم بناة الأهرام. ونحن لا نعرف لماذا يعكف هؤلاء الهواة على تزييف التاريخ ؟ ولماذا لا يصدقون أن الفراعنة هم بناة الأهرام؟ ولماذا يطلقون الشائعات على هرم خوفو فقط ؟ مع أن الهرمين الآخرين في الجيزة بناءهما كان يتطلب جهداً فائقاً أيضاً ؟
كل هذه أسئلة لا يعرف أحداً لها إجابة.
ولكننا نؤكد أن المصريين القدماء قد تطوروا في حياتهم وبنوا حضارتهم على مر العصور ، كما أن حضارتهم لم تنشاً من فراغ بل هي نتاج عمل وخبرات وعلوم تطورت عبر ألاف السنيين.
و لاثبات ان حضارة مصر قد تطورت على مر العصور سنعرض فيما يلي ملخصاً تاريخيا ً لحياة الإنسان المصري منذ اقدم العصور.
ملخص لحضارة مصر القديمة :
وجدت الكثير من الآثار لحضارات قامت في الصحراء المصرية منذ قديم الأزل.
أول هذه الحضارات قامت في العصر الحجري القديم وقام العلماء بتقسيم هذا العصر إلي ثلاث مراحل حضارية:
أ- العصر الحجري القديم الأسفل : كان الفأس أهم الآلات الحجرية وعرف الإنسان طريقة استخدام النار.
ب- العصر الحجري القديم الأوسط : عثر على بعض آثار للمواقد والمقابر.
ج- العصر الحجري القديم الأعلى : أهم المراحل الثلاثة وأحدثها حيث ظهرت صناعات حجرية وانتشرت صناعة الآلات وتطورت . وخلاله ازداد الجفاف وقل المطر وانتشرت الأحوال الصحراوية وتنتهي حضارات العصر الحجري القديم حوالي عام 10.000 ق.م .
2) حضارة العصر الحجري الحديث (النيوليتي) :
ترجع إلي 60000 أو5500 ق.م وفيها انتقل الإنسان إلي الدلتا والفيوم ومصر الوسطى. وتعلم الزراعة وكانت حضارة سابقة لحضارات ذلك الوقت.
3) حضارة دير تاسا :
وهي قرية صغيرة على الشاطئ الشرقي للنيل بمركز البداري بمحافظة أسيوط. حضارتها قامت حوالي00 48 ق.م وكان الموتى يكفنون في جلود الحيوانات والحصيرة وكانوا يدفنون ناظرين تجاه الغرب ومن مميزات تلك الحضارة صناعة الفخار الأسود .ويعتقد أن هذه الحضارة طور من أطوار حضارة البداري.
4) جضارة البداري :
(عام 4500 ق.م) كان الموتى يدفن معهم كثير من الأواني وظهر استخدام النحاس واستخدمت آسرة من الخشب.
5) حضارة نقادة :
وهي إحدى مدن محافظة قنا يقسم العلماء حضارتها إلي نقادة الأولى ونقادة الثانية وتمتاز حضارات نقادة بالتقدم الاقتصادي والفن.
حضارة نقادة الأولى : تلت حضارة البداري.
حضارة نقادة الثانية : اكثر تقدما من حضارة نقادة الأولى ومن أهم مميزاتها انهم استخدموا بعض الخامات الغير محلية مثل اللازورد، وهذا يدل على وجود صلات تجارية مع آسيا في هذه الحقبة السحيقة كما وجدت حضارة سميت باسم حضارة العمرة ولكن اتضح أنها نفسها حضارة نقادة الأولى.كما ظهرت حضارة الجرزة التي أتضح أنها امتداد لحضارة نقادة الثانية.
6) مرمدة بني سلامة :
تقع على الحافة الغربية للدلتا شمال غرب القاهرة بنحو 50. كم ومن مميزات حضارتها أن موتاهم كانوا يدفنون ووجوههم متجهة نحو الشرق حوالي عام 4400 ق.م وهذه الحضارة ليست معروفة كباقي الحضارات.
ومن هذا الملخص يتضح لنا أن الحضارة المصرية وليدة حضارات متعاقبة ومن قديم الأزل وأنها لم تنشأ كطفرة بين
الحضارات.
eng.amr moustafa