محمود حلمى
وضع كل ما لديه في حقيبته السوداء الضخمة , ومالديه من ثمين يخشى عليه جمعه خلال
السنين المنصرمة فالليل بطوله قضاه في التحضير للرحلة. وبجانبه كأس الخمر يحتسي منه
.!
وابتدأ الفجر يخط بقلمه الأبيض صفحة الدنيا قليلا قليلا ويرتفع بصوت المؤذن
للفجر معلنا افتتاح كتاب اليوم النهاري .
ولكن راسم يتابع ترتيب حقيبته دون
اكتراث للأذان ولم يتنبه الآن فقد تشابكت في نفسه حجب مرسلة من نفس توهمت بدنيا
ورانت حتى أغلقت كل إشراقات المآذن .وساعدته زوجته على الغفلة .
و أشرقت عليه
شمس مدينته الكبيرة وبيته الفخم في ضاحية الزيتون الراقية بمساكنها الحجرية الوردية
وذاك القرميد الأرجواني الذي يظلل أجزاء من قصره وسور الزجاج الملون البراق الذي
تنعكس عليه أشعة الشمس الوهاجة محدثة ألقا يبهر العيون .
و من خلال لهفته
للمغادرة حيث الزوجة والأولاد الذين سبقوه لمدينة الضباب : لندن , نظر إلى صور
الحبيبة الإنجليزية التي أسرت فؤاده وزينت جيد المحبة له بولدين كالأقمار..وازداد
النبض للقياها فقد مر شهران على سفرها كأنهما دهره المتأني .
و في غرفته كان
راسم يحدث زوجته بهمس خفي تمايلت معه تلك الأشعة المخترقة زجاج النافذة الملون فأحس
كأن همساته في الهاتف بكل حرف ينطقه لزوجته الحبيبة يرتسم على الجدار بألوان الحب
والشوق ليطير للقيا هم.
راسم ... مهندس مرموق يعمل في الخليج براتب خرافي كأن
المال الذي يكسبه يتنامى في جرابه البنكي ليربو على الملايين فتتطلع نفسه التواقة
لعيشة البذخ ورفاهية اللحظة التي فرضتها عليه أجنبية من بلد الضباب تعيش لدنيا .
فهذا بيت في برايتون وذاك في غرناطة وقصر في جنيف , أسر روحه معها لمتعة فلا
يأبه إلا لترف خيالي كأنه أمير القصص الأسطورية الذي يأتي على فرس أبيض سيفه من ذهب
..
وروح راسم ليست من ذهب بل ذهبت حيث وقع أول صك بزواجه من شقراء شعرها من ذهب
وروحها من معدن صديء لا لون له ولا رائحة بعجرفة الإنجليز وسقطاتهم تطوق فكر
المهندس البارع ليسير بنهج حياتها يخشى على نفسه الهنة ويعمل ليومه المشرق .. تبعده
عن كل ما يسمى دين فهي تحبه لرقيه لا لتخلفه فالدين برأيها تخلف وبضاعة الفقراء ..
وهو الثري المفكر المرموق .
ولا يخشى راسم من أي أمر إلا المرض !
وسواس
يلحق سويعاته يبوح لزوجته جيني فتعطيه التوليفة السحرية
- إفحص كل شبر فيك يا
حبيبي فالفحص المبكر يؤتي ثماره
- وتدق على وتر الخوف عنده ليقوم بكل الفحوصات
التي تتسع لها حقيبته الثمينة أنت رائع قالها النطاسي الانجليزي رائع كل الفحوصات
تدل على انك سليم جدا فاطمئن ستعيش سعيدا بلا ألم
- يطير راسم وزوجته يحملان
حقائب بصناعة الذهب وتقارير الصحة الوافرة للزوج رب العائلة ولا بد من الاحتفال ..
- تعالي يا جيني للبحر حيث تشرق شمس الخليج الجميلة على وجوهنا تعالي نستبق
الزمان بركض نحو أجمل ما في الزمان والمكان وبلحظة الفرح الغامر واليخت الباذخ
يتمايل مع صوت النورس والموج يغدق من زبده الأبيض على أطراف السفينة التي تحملهم
يحدث ما ليس في الحسبان فجأة ..... ينفجر المحرك ويقتله وحده .............
لتبقى الانجليزية التي علمته ألا يصلي لأن الصلاة طقوس الفقراء تبقى وحدها
معافاة ويبتلعه البحر أشلاء ....... يكتب على صفحة المياه تقرير موته
- سليم من
الأمراض ولكن ............ مات بحادث (( ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا , ولا تدري نفس
بأي أرض تموت ))
وضع كل ما لديه في حقيبته السوداء الضخمة , ومالديه من ثمين يخشى عليه جمعه خلال
السنين المنصرمة فالليل بطوله قضاه في التحضير للرحلة. وبجانبه كأس الخمر يحتسي منه
.!
وابتدأ الفجر يخط بقلمه الأبيض صفحة الدنيا قليلا قليلا ويرتفع بصوت المؤذن
للفجر معلنا افتتاح كتاب اليوم النهاري .
ولكن راسم يتابع ترتيب حقيبته دون
اكتراث للأذان ولم يتنبه الآن فقد تشابكت في نفسه حجب مرسلة من نفس توهمت بدنيا
ورانت حتى أغلقت كل إشراقات المآذن .وساعدته زوجته على الغفلة .
و أشرقت عليه
شمس مدينته الكبيرة وبيته الفخم في ضاحية الزيتون الراقية بمساكنها الحجرية الوردية
وذاك القرميد الأرجواني الذي يظلل أجزاء من قصره وسور الزجاج الملون البراق الذي
تنعكس عليه أشعة الشمس الوهاجة محدثة ألقا يبهر العيون .
و من خلال لهفته
للمغادرة حيث الزوجة والأولاد الذين سبقوه لمدينة الضباب : لندن , نظر إلى صور
الحبيبة الإنجليزية التي أسرت فؤاده وزينت جيد المحبة له بولدين كالأقمار..وازداد
النبض للقياها فقد مر شهران على سفرها كأنهما دهره المتأني .
و في غرفته كان
راسم يحدث زوجته بهمس خفي تمايلت معه تلك الأشعة المخترقة زجاج النافذة الملون فأحس
كأن همساته في الهاتف بكل حرف ينطقه لزوجته الحبيبة يرتسم على الجدار بألوان الحب
والشوق ليطير للقيا هم.
راسم ... مهندس مرموق يعمل في الخليج براتب خرافي كأن
المال الذي يكسبه يتنامى في جرابه البنكي ليربو على الملايين فتتطلع نفسه التواقة
لعيشة البذخ ورفاهية اللحظة التي فرضتها عليه أجنبية من بلد الضباب تعيش لدنيا .
فهذا بيت في برايتون وذاك في غرناطة وقصر في جنيف , أسر روحه معها لمتعة فلا
يأبه إلا لترف خيالي كأنه أمير القصص الأسطورية الذي يأتي على فرس أبيض سيفه من ذهب
..
وروح راسم ليست من ذهب بل ذهبت حيث وقع أول صك بزواجه من شقراء شعرها من ذهب
وروحها من معدن صديء لا لون له ولا رائحة بعجرفة الإنجليز وسقطاتهم تطوق فكر
المهندس البارع ليسير بنهج حياتها يخشى على نفسه الهنة ويعمل ليومه المشرق .. تبعده
عن كل ما يسمى دين فهي تحبه لرقيه لا لتخلفه فالدين برأيها تخلف وبضاعة الفقراء ..
وهو الثري المفكر المرموق .
ولا يخشى راسم من أي أمر إلا المرض !
وسواس
يلحق سويعاته يبوح لزوجته جيني فتعطيه التوليفة السحرية
- إفحص كل شبر فيك يا
حبيبي فالفحص المبكر يؤتي ثماره
- وتدق على وتر الخوف عنده ليقوم بكل الفحوصات
التي تتسع لها حقيبته الثمينة أنت رائع قالها النطاسي الانجليزي رائع كل الفحوصات
تدل على انك سليم جدا فاطمئن ستعيش سعيدا بلا ألم
- يطير راسم وزوجته يحملان
حقائب بصناعة الذهب وتقارير الصحة الوافرة للزوج رب العائلة ولا بد من الاحتفال ..
- تعالي يا جيني للبحر حيث تشرق شمس الخليج الجميلة على وجوهنا تعالي نستبق
الزمان بركض نحو أجمل ما في الزمان والمكان وبلحظة الفرح الغامر واليخت الباذخ
يتمايل مع صوت النورس والموج يغدق من زبده الأبيض على أطراف السفينة التي تحملهم
يحدث ما ليس في الحسبان فجأة ..... ينفجر المحرك ويقتله وحده .............
لتبقى الانجليزية التي علمته ألا يصلي لأن الصلاة طقوس الفقراء تبقى وحدها
معافاة ويبتلعه البحر أشلاء ....... يكتب على صفحة المياه تقرير موته
- سليم من
الأمراض ولكن ............ مات بحادث (( ولا تدري نفس ماذا تكسب غدا , ولا تدري نفس
بأي أرض تموت ))